سيدي .. سيدي ، لقد وصلنا''''
استفاق رابح من سباته العميق على صوت سائق التاكسي وهو ينبهه بالوصول للعنوان الذي منحه إياه
قبل ساعتين وهو يقله من أمام مطار الدار البيضاء الدولي.
كان التعب باديا على وجهه وما ان وضع رجله بالسيارة حتى غط في نوم عميق ولم يبالي بصوت الراديو ..
سحب رابح حقيبة بنية كبيرة بعد ان دفع أجرة السائق .
وقف برهة أمام المبنى وهو يعاين العمارة من الخارج في دهشة وغمغم: إختيار موفق يالمهدية !
استقل رابح السلم الكهربائي مع حقيبته قاصدا الدور الثالث.
قرع الباب وتراجع للوراء وهو يمسح بيده على وجهه وهندامه استعدادا لمقابلة خاصة !
وما أن فتح الباب حتى اختفت ابتسامته التي هيأها. ..
بانت له سيدة وقور في عقدها السادس ، نظر إليها نظرة استغراب ، دس يده في جيبه ليتأكد من العنوان
سحب الورقة وحدق فيها مرات فقال:العنوان صحيح ..
سيدتي : ألا تقطن هنا سيدة تدعى المهدية وطفلهاعمر؟ أليس هذا بيتها .. أ.. أ .. أقصد بيتنا!؟
ابتسمت العجوز قائلة: لا ليس بيتها هذا بيتي ولكنها كانت مسأجرة عندي
فتح فاهه: مستأجرة ؟ ولكنها قالت أنها قد اشترت لنا بيتا ؟
ابتسمت العجوز مرة أخرى: نعم ابني هي اشترت بيتا لكن قبل ذلك إلتقيتها
ذات يوم وكانت تبدو تائهة في هذه المدينة الكبيرة وهي تحمل طفلها اشفقت عليها..
و علمت بعدها انها تبحث عن بيت لتشتريه وطلبت منها أن تسكن عندي
إلى أن توظب أمورها وتبحث على مهل لكي لا تقع فريسة للسماسرة
ومنذ أيام إنتقلت لبيتها الجديد بعد أن عاد زوجها من السفر فأنا لا أحب الرجال الغرباء تحت سقفي..
تابعت العجوز بحسرة: إيييييييييه رغم انني تمنيت ألا تتركني أبدا
فقد ألفتها وألفت تواجد عمر معي كان يناديني بجدتي....
وقف رابح صامتا كالتمثال لا يتحرك ..
نادت عليه العجوز: ما بالك يا ولدي ؟
قال رابح وكأنه لم يصدق ما سمعته أذناه : وهل تعرفين عنوانها الجديد سيدتي؟
أجابت العجوز بحزن: لازلت أنتظر حضورها لتأخذني لزيارتها ورؤية عمر..
امتلأت عيناها بالدموع ... فأكملت لقد اشتقت إليه جدا...تابعت حديثها في غضب :
تبا لزوجها الذي أخذها مني أنا لم أحبه عندما رأيته بدا لي رجلا قاسيا لابد أنه يمنعها من زيارتي ..
هم رابح بالإنصراف ، استوقفه صوت العجوز وهي تقول: لم تخبرني من تكون ياولدي ؟
أجابها رابح دون أن يلتفت للوراء: أنا زوجها !
الربيع العربي ; توقيع العضو |
|