دمشق-سانا
بحث السيد الرئيس بشار الأسد ظهر أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأوضاع على الساحة العربية وما تشهده من تغييرات وضرورة توحيد الجهود العربية وتعزيز العمل ضمن إطار الجامعة العربية لحل القضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية وأهمية تعزيز المصالحة الفلسطينية التي جرت في مصر مؤخراً.
كما تناول اللقاء الأوضاع في ليبيا وضرورة العمل لحقن الدماء هناك ومساعدة الليبيين على بناء مستقبل بلدهم بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وعرض الرئيس الأسد جملة الإصلاحات التي تقوم بها سورية والخطط الموضوعة لتجاوز الظروف التي تمر بها على طريق بناء دولة حديثة ديمقراطية.
بدوره أعرب العربي عن رفض الجامعة الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون السورية ودعمها لجملة الإصلاحات التي تشهدها سورية معرباً عن أمله بأن تخرج سورية أقوى مما كانت وخاصة في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به في المنطقة.
حضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والوفد المرافق للعربي.
وفي الإطار ذاته بحث السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية مع العربي بحضور الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والوفد المرافق للعربي الأوضاع على الساحتين العربية والدولية وأهمية دور الجامعة العربية في الدفاع عن حقوق الأمة العربية وقضاياها الأساسية ولاسيما القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي العربية المحتلة.
كما التقى الوزير المعلم مع العربي بحضور الدكتور المقداد والوفد المرافق للعربي.
وفي تصريحات للصحفيين بعد اللقاء عبر العربي عن سعادته بلقاء الرئيس الأسد وقال.. تحدثنا بصراحة تامة حول أمور كثيرة.. المستجدات في المنطقة العربية.. رياح التغيير التي هبت على بعض الدول.. ما يحدث الآن من إصلاحات.. وأنا سعيد أن الرئيس الأسد أكد أن سورية دخلت مرحلة جديدة.. وسورية تسير الآن في طريق الإصلاح الحقيقي وهذا أمر مهم جداً.
وأضاف العربي.. تحدثنا أيضاً عن الأوضاع في المنطقة وفي مختلف الدول وعن القضية الفلسطينية والرغبة الحقيقية الآن في تغيير مسار محاولة حل هذه القضية وليس إدارتها لافتاً إلى أنه يجب إنهاء الموضوع الفلسطيني وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة.. وفي هذا الإطار تم التحدث بالطبع عن الجولان السوري المحتل.
ورداً على سؤال حول عمله لتغيير ما كان يوجه من انتقادات للجامعة العربية قال العربي.. سأتحدث عن الجامعة العربية الآن.. فقد استلمتها معافاة سليمة والمقصود الآن هو البحث عن هل هناك دور للجامعة العربية في ضوء المتغيرات التي حولنا.. هذا موضوع يحتاج دراسة.. وأجد تقبلاً بأن يكون للجامعة العربية دور في هذا المجال معبراً عن أمله أن تتناسى جميع الدول العربية أي نوع من الخلافات.. وأي نوع من الحساسيات من الماضي وتنظر إلى المصلحة المشتركة للأمة العربية وتعمل في هذا الاتجاه.
وجواباً عن سؤال حول تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية قال العربي.. الجامعة العربية لا تقبل التدخل الأجنبي في أي شؤون داخلية للدول العربية كما أن الجامعة لا تتدخل في الشؤون الداخلية.. مؤكداً أن التدخل في الشؤون الداخلية محرم بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة لجميع الدول.
واعتبر العربي أن ما حصل في ليبيا هو تخط للتصور الذي قامت به الجامعة العربية التي تحركت في 11 آذار من هذا العام في موضوع ليبيا لفرض حظر الطيران ولكن الجامعة العربية لم تعط الترخيص وليس لديها الحق أن تعطي التصريح.
وحول موقفه السابق الذي ربط الاستقرار السوري بالاستقرار الإقليمي وما هي أهمية الاستقرار السوري قال الأمين العام للجامعة العربية.. إن الأمانة العامة تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية ولا تقبل التدخل الخارجي بشؤون أي دولة.. الاستقرار السوري.. الاستقرار المصري.. الاستقرار اليمني.. كله مطلوب لاستقرار الدول العربية جميعاً.. وللاستقرار السوري أهمية كبرى لكل استقرار في كل دولة عربية.
وعن رأيه فيما قيل عن فقد الشرعية لبعض قادة الدول العربية وماذا لو ضغط أحد الأطراف على الجامعة العربية لاتخاذ أي شيء تجاه سورية قال العربي.. لا يملك أحد أن يقضي بأن رئيس دولة فقد شرعيته.. هذا أمر يقرره الشعب وان الجامعة العربية لن يضغط عليها أحد.
ولدى سؤاله إن كانت هناك مبادرة من الجامعة العربية لتعزيز التضامن العربي قال هذا مطلوب.
وقال الوزير المعلم في تصريح للصحفيين عقب مباحثات الرئيس الأسد مع الأمين العام للجامعة العربية ان المباحثات كانت بناءة وإيجابية واطلع خلالها الأمين العام للجامعة على رؤية الرئيس الأسد حول الإصلاحات التي أعلن عنها في خطابه في20 حزيران الماضي وتصميمه على تنفيذها.
وأوضح المعلم رداً على سؤال حول قضية السفارتين الفرنسية والأمريكية وفيما إذا كان تم التعرف على من أطلق النار أمام السفارة أن هذا الموضوع سيتم حله في إطار اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية مشيراً إلى أنه كان يجب عدم تجاوز المتظاهرين لحرم السفارتين ومن قام بهذا التجاوز اخطأ لأن التعبير عن الاحتجاج على قيام السفيرين بزيارة حماة مشروع ونتعاطف معه ونحن كدولة مسؤولون عن حماية أمن السفارات وأعضائها.
وأضاف وزير الخارجية والمغتربين رداً على سؤال حول زيارات محتملة للسفير الأمريكي إلى محافظات أخرى يوم الجمعة.. نحن نقول منذ سنوات لكل الدبلوماسيين حتى في ظل الظروف الطبيعية إن السفر إلى أي جهة خارج دمشق يتطلب الحصول على موافقة وزارة الخارجية المسبقة للتحضير لزيارة السفير ولقاءاته مع مسؤولي كل محافظة واتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية اللازمة للحفاظ على أمن السفير أو أعضاء السفارة وهذا الإجراء كان يسير بشكل روتيني إلا عندما تم خرقه بزيارة السفيرين إلى مدينة حماة مضيفاً نحن مصممون على تطبيق هذا الإجراء حرصاً منا على حماية أمن المبعوثين الدبلوماسيين وعندما نرى أن هناك منطقة أمنية لا تصلح لهذه الزيارة نقول صراحة للسفراء ألا يزوروها ونقول لهم أيضاً إذا كنتم ترون فيها خرقاً لاتفاقية فيينا طبقوا مبدأ المعاملة بالمثل على سفرائنا واطلبوا منهم ألا يتحركوا إلا باذن مسبق.
وأضاف المعلم.. أما إذا كانت هناك نية في خرق هذه القواعد ونحن مصممون على تنفيذها سنطبق ما تطبقه الولايات المتحدة على بعض السفارات المعتمدة لديها بعدم السماح للسفير وأعضاء سفارته بتجاوز محيط 25 كيلومتراً عن مقر عملهم وعلى أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
ورداً على سؤال حول ما إذا جرت أي اتصالات مع السفيرين بعد زيارتهما لمدينة حماة قال المعلم.. إن السفيرين زارا نائب الوزير الدكتور فيصل المقداد كما اتصل بي أمس وكيل وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية وليام بيرنز.